سَقفَة للقِرد أبو صِديرى


زمان .. فى القُرى والمناطق الريفية البسيطة الخالية من أى مظهر من مظاهر التسلية كان فى شخص يُطلق عليه “القُرداتى ” .. القُرداتى ده كان شخص بيمتلك قِرد مُدرب بيقدر يعمل بيه حركات وهو مربوط بسلسلة .. وكان القرداتى ده بيقضى يومه فى عمل عروض بسيطة مع القرد أُدام أطفال القرى والمدن .. وياخد اللى فيه النصيب .. ويمشى
وكجملة تلازمت مع القرداتى ده عشان “يقلب” عيشًه ويقول للناس إدفعوا تمن اللى شوفتوه بس بشكل مُحترم .. كان دايما فى وسط العرض ينده ويقول ” سقفة للقرد أبو صديرى ” .
أيه علاقة ده بأى حاجة ؟ علاقته هما الكلمتين اللى جايين ..
المُزايدات .. ايوة انت قريتها صح .. ودى تعريفها انه عباره عن فعل الناس بتقوم بيه ضد ناس تانية بتتكلم فى موضوع ما لا لشئ الا إظهار إن منطقهم وطريقة تفكيرهم ونظرتهم للأمور اقوى من صاحب وجهة النظر نفسه فى نفس الموضوع ..  بمعنى أبسط .. هو عمل عرض رخيص ادام الناس عشان يحس بقيمته اللى يمكن تكون مفقودة .
ولنضرب  مثال فى شخص هيتكلم عن “إرهاصات ما بعد الحداثة فى أدب جويس”  .. فتلاقى واحد قاطع الشخص اللى بيتكلم بجملة من نوعيه ” انت نسيت كنت بتقول أيه زمان .. الله يرحم .. إتقى الله بقى ” .. بدون التفكير إن الشخص اللى كان بيتكلم كان بيقول ايه اصلا .. أو كان مُتناول الموضوع من أى ناحية .. أو حتى كان عنده الرأى بتاع زمان ده ولا لأ ؟
كمصريين .. تطور موضوع المُزايدات ده فى أخر سنتين تلاتة لحد غير مسبوق .. أصبح زى عادة .. إدمان .. طَبيعه بشرية و بنسبة تفوق ال 95% .. مبقاش فيه برنامج حوارى أو صالون ثقافى أو قعده عادية على قهوة بتضم أكتر من تلات او اربع أشخاص بيتكلموا فى موضوع إلا ولازم واحد فيهم يزايد على التانى بأى حاجة
وكأن المُزايدة فعلا بقت فى دمنا .. وصلنا لمرحلة ان مفيش حد يقدر يقول رأية اللى هو مقتنع بيه أو حتى يعرض وجهة نظر ..  بدون ما يظهر شخص من العدم يهاجم اللى بيعرضه أياً كان
عن نفسى .. وصلت لمرحلة من الإقتناع التام إن لو حد كتب عن” فوائد الخيار فى بشره صحية ونَضِره ” هيظهر شخص يقوله هو يعنى الزبادى وحش ؟ اتقى الله بقى .
وكعادتى فى التفكير جوايا بصوت عالى والكلام مع نفسى ” ربنا يكون فى عون اللى عايشين معايا فى البيت ” .. وصلت لأكتر من تفسير نفسى لفكره المزايدة دى .. أولهم إن ببساطة ممكن يكون الشخص مُعتبر نفسه فى مكانة بيولوجية أعلى من سكان الأرض البَشريين العاديين .. وده بيمنحه حق مُطلق فى إنتقاد الأخرين بنفس أسلوب ” اتقى الله ” بدون حتى التدقيق فى الكلام كان عن أيه وجاى منين ورايح فين ؟
أو ببساطة أكتر هو شخص بيعتبر نفسه ” ذِئب وديع وسط حِملان شَرِسة ” .. ايوه قريتها صح .. ودى مُختصرها كده إن كل اللى حواليه بيمثلوا إنهُم “حِملان” وده رمز للنقاء .. بس هما من جواهم مش كويسين .. وإنه مع الأسف شخص على طبيعته “كذئب ” كأى انسان عادى  .. بس هو ذئب كويس وإبن حلال .. وعشان كده بيهاجم “الحملان الوحشة ” اياها
بغض النظر عن رأيى الشخصى فى النظرية وإستخدامتها فى الحياه ؟ هو تعريف مكلكع ؟ صح
 عموما انا واحد بيحب المزايدة الثقافية وإنى أظهر إنى جامد واللى قدامى ده مش فاهم ولا حاجة
ها .. سقفتلى ولا لسه ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة