لماذا كان يَجب أن يَخسر صباحى؟

 لماذا كان يجب أن يخسر حمدين صباحى ؟
دعنا نسأل السؤال بصيغة أخرى .. ماذا لو فاز صباحى المائل للتيار الثورى؟
الوضع كان سيتلخص كالتالى.. مِزاج عام يتجه ناحية تأييد المرشح العسكرى تبعاً لخلفيتة وبإعتباره منقذ مصر من الإرهاب (مخاطبة المشير السيسى لهذه الفئة نجحت بإمتياز), مؤسسات دولة عميقة كانت تعمل بكل طاقتها لخدمة المرشح العسكرى(الى الحد الذى دفع مبنى محافظة بتعليق صورة المشير, ومحافظ أعلن تأييده على الهواء قبل بدأ التصويت الفعلى), إعلام كان يعمل ضد الثورة وأهدافها بشكل توافق و محاربة جماعه الإخوان المسلمون فى وقت ما (مع مراعاة أخطاء حكم الجماعه).
بإختصار .. الوضع كان سيتشابه وأخر أربعه أشهُر فى حُكم الدكتور مُحمد مرسى, أى تلك الفترة التى تَلت مُحاربة التيار اليمينى للجماعات الليبرالية ولدُعاة الثورة إعلامياً وعلى أرض الميدان, وتحدى القضاء والإعلام, مما أدى لغضب شَعبى عارم على كل ما له علاقة بالجماعه.. حمدين صباحى كان سَيرث هذه التَرِكة الثقيلة دون أدنى جهد فى محاربة فلان أو حتى تحدّى عِلاّن.
بهذه المُعادلة .. كان سَينتصر صباحى فى معركة خاسرة تَستدعى فى أفضل الظروف عدم تحقيق جزء يسير من برنامجة الإنتخابى “الجيد” .. أو مثلاً إِستقالته من مَنصبة بإرادتة.. أو حتى إنتخابات أخرى مبكّرة (صباحى سياسى محترم وكان سيفعلها لو إضطرتة الظروف).
وبنفس المنطق.. لو عُدنا بالزمن عامين للوراء وطرحنا سؤال: ماذا لو كان فاز الفريق شفيق؟ كُنا سنطرح بالتأكيد إمكانية إنضمام جماعه الإخوان للصف الشعبى وإعتبارهُم فَصيل وطنى أساسى فقط لتلاقى المصالح فى ذلك الوقت, مما كان سيُعطّل الخطوة الكبيرة التى قطعناها بإستبعاد فَصيل نظام مبارك و مُمثل التيار اليَمينى المُتشدد بشكل كبير من المشهد السياسى المصري.
بالطبع لا توجد مُقارنة كامله بين إنتخابات 2012 وإنتخابات 2014, لا من حَيث عدد المرشحين ولا القوى والإئتلافات ولا التأييدات والمبايعات, ولا حتى فى توجّة مُرشحى المرحلة النهائية (الدكتور مرسى والفريق شفيق) وممثلى إنتخابات 2014 (السيد صباحى والمشير السيسى)’ من حيث التمثيل الكامل لنظام ما قبل الربيع العربى أو التمثيل الكامل للتيار اليمينى المتشدد الغير قابل للحوار, ومراعاة أن لا المشير السيسى يمثل نظام مبارك بشكل كبير او السيد صباحى يمثل التيار الدينى .
التشابة الوحيد هو فقط هو تلك الدائرة, الدائرة اللى قطعناها فى 3 سنوات والبعض يظن أنها دائرة مُفرّغة, نفس الدائرة المُفرغة هى التى قطعتها فرنسا بعد ثورتها فى القرن الثامن عشر ولكن فى تِسع سنوات تقريبا , الدائرة التى مرّت بها فرنسا فى ثمانية وعشرون عاماً من ثورة وإعدام للملك والملكة وإنتخابات وفوضى وحالة نَقَم على الثورة من الأساس إنتهت بتولية حاكم عسكرى وهو نابليون بونابرت,ومروراً بذكاء نابليون فى إجتذاب وكَسب الشعب ومن ثَم سياسة الحديد والنار التى أدت لعزلة من داخل القصر وإعفائه من الحكم, نفس الدائرة .. التى كانت ستصبح مفرغة بكل تأكيد وأنقذها فقط سقوط صباحى. 

تعليقات

المشاركات الشائعة