أمير الإنتقام

 و أنا راجع البيت النهاردة بعد يوم مُختلف شوية عن وتيرة الأيام اللى فاتت .. واذ كده وانا ماشى على اول شارعنا على البحر ومنسجم مع ذاتى وعندى إستعداد أغنى وأدندن .. صوت موتسيكل صغير جاى من ورايا .. راجل جاى من على يمينى .. وإذا بالموتوسيكل الصغير بيبعد عنى ويجى جنب الراجل ويفرمل فرمله بسيطة بنوية ” التهويش ” اللى بيحترفها صغار السرسجية فى المجتمع المصرى .. وببص الاقى اللى راكب الموتوسيكل ولد فى حدود خمستاشر ستاشر سنة .. الراجل بكل أدب قاله مش تحاسب يابنى .. 

 ***** *****الولد تجاوزه بعشره متر كده وبصله وقاله : يلا يابن ال

متفاجئتش من شتيمة الولد لأنى عارف أد أيه أخلاق جيل السُبكى عظيمة .. بس يمكن إتفاجئت أكتر برد فعل الراجل الكبير اللى بكل بساطة قاله : ربنا يسامحك .. 

وقفت وبصيت للراجل وأنا فى دماغى ألف شتيمة للولد ده ..

حطيت فى دماغى خطة كده وقررت أدخل من شارع معين عشان أقابل خط سير الولد ده وفى دماغى إنى مش هاخد موقف ” ليه يا حبيبى كده ” .. وبالصدفة طلع هيمشى زى ماتوقعت .. لقيته على اول الشارع الجانبى جاى نحيتى .. أخدت شمال الشارع ومشيت ببطء .. هو بالطبع مقدرش يقاوم غريزة القذارة اللى جواه اللى تخليه “يهوش” اى حد معدى لمجرد إنه يشوفه بيقع بغض النظر راجل او ست او عفريت أزرق 

الولد بيقرب .. وأنا أخدت القرار .. بقى جنبى تقريبا .. بيهدى عشان يفرمل الفرمله البسيطة .. ومستعد يلاقى منى فزع او وقعه عشان اتفاديه .. بس لقى حاجة تانية ..

ضربة برجلى اليمين فى نص الموتوسيكل بالظبط .. الولد مال جدا وانا كنت على وشك إنى اقع بس سندت بأيدى على الرصيف وعدلت نفسى .. بصيت على الولد لقيته بيميل اكتر ومش مسيطر على الزفتة اللى بيسوقها ..

وقف بعدى بعشرين متر مثلا ووقف بصلى وشتم كالعادة .. روحت ناحيته لقيته بيشد بنزين وهيطلع .. راجل بدقن ظهر من العدم وقالى ” خلاص يابنى روح ربنا يسامحه “ 

وقفت أعدل رباط الكوتشى وقررت امشى وانا مبسوط إنى تقريبا بوظت حاجة فى الموتوسيكل .. الولد لقانى مشى شتم تانى مع الإختفاظ بمكانه البعيد عشان لو قررت ارجعله … ولما إطمن إنى همشى عمل فيها راجل ونزل جاى نحيتى وهو بينادى عليا .. بس مستسلمتش لرغبتى إنى أعورة للأسف 

أنا عملت كده ليه ؟ يمكن عشان الراجل الكبير اللى مكنش المفروض يتشتم .. يمكن عشان حسيت إن الولد ده محتاج يتحط فى موقف الشخص اللى هو بيخوفه كل مرة .. أو يتعوٌر .. حاجة تتكسر من الموتوسيكل … عشان يعرف إنه مش دايما هيبقى الطرف المُهاجم والقوى