بموت فى الشتيمة .. وبّخنى!


صحى من النوم متأخر .. الهدوم مش مكوية .. مفيش أكل من إمبارح .. اضطر يسخن عيش ويحضّر سندوتش اى حاجة فى السريع وهو بيكوى الهدوم, عنده ميتنج مهم فى الشركة اللى بيشتغل فيها بقاله 6 شهور بس وعايز ميتأخرش عشان يجنب نفسه التهزيق.
 بسرعه كوى القميص الإزرق نص نص ولبس بنطلون إمبارح على الجزمة ونزل يجرى .. فتح باب العمارة وقعد يدوّر على تاكسى (مينفعش مشاريع النهاردة الوقت إتأخر) .. نط فى التاكسى وهو بيقفل زراير كم القميص وبيعدل شعره فى المراية الجانبية بتاعت الباب.  
وصل الشركة متأخر .. الميتنج بدأ بقاله ساعه تقريبا .. دخل متأخر وعينه فى الأرض وسحب اقرب كرسى للباب .. وطول الميتنج وهو قاعد مستنيه يخلص عشان يسمع الكلمتين المتوقعين من المدير بتاعه على تأخيره .. الميتنج خلص .. الناس كلها طلعت وهو واقف مكانة ومشبك أيديه أدامة ومستنى المدير يجى يصبح عليه .. المدير عدّى .. وقف عنده .. بصّلة بطرف عينيه ومشى !
صاحبنا ده فضل طول اليوم متعكنن , اللى يشوفه يقول كأنه فعلا سمع كلمتين عكّروا دمه .. فضل على الحال ده طول اليوم لا عارف يخلص تقرير ولا يرد على تليفون .. أخر ما زهق قام وراح ناحية أوضة المدير .. خبّط ودخل .. وبجملة قصيرة قاله “حضرتك مهزقتنيش على التأخير ليه؟”.
"الحاجة الى التأنيب", لو هتيجى فى بالك إنها ليها علاقة بالمازوخية فإنت غلطان,
للى ميعرفش المازوخية او الماسوشية ده مصطلح إتنسب لكاتب نمساوى إسمه “ليوبولد مازوخ” -أو ماسوش حسب اللغة اللى هتنطق بيها الإسم-, الراجل ده عمل رواية إسمها “فينوس ذات الحلل الفروية”, وكانت كلها بتتكلم عن فكرة إن فى واحد طريقة حبه لواحدة كانت بتتمثل فى حبه للتعذيب على إيديها, حُب تعذيب النفس بمعنى أصح.  
المهم … إن موضوع الحاجة للتأنيب ده مش مرض نفسى مثلا, كل الحكاية إن بيبقى الشخص ده جواه نازع من الضمير بيخليه عايز يعمل الحاجة على أكمل وجه, ولمّا بتتعطل أو بيتأخر بيبقى مستنى رد فعل ينتقده على التقصير بتاعه ده, مثلاً.. مجربتش إن يبقى عندك شغل مهم إنت بتحب تعمله .. وتروح متأخر تِبعاً لأى ظروف حصلت, وأول ما بتدخل إنت بتبادر بالإعتذار, وغالباً عينيك بتتعلق بالشخص المسئول عن اليوم مستنى منّه إنه ميقبلش إعتذارك بسرعه -وهنا يظهر مصطلح الحاجة اللى قال عليها عمنا بيير جاتيه- عشان يحسّسك بالتأنيب إنك عملت حاجة فعلا مش كويسة ومن ثم يحققلك إشباع (للحاجة) اللى إنت محتاجها عشان تحس بالتوازن بعد كده –اللى هى اللوم أو التأنيب-, وطبعاُ لو إنت عندك (الحاجة) دى ومحصلهاش (إشباع) بتدخل حضرتك فى حالة عدم توازن وتلاقى نفسك متعكنن وعمال تاكل فى ضوافرك مستنى الكلمتين اللى هيحرقوا دمك عشان تحس إنك أخدت جزاء مقابل الغلطة اللى إنت عملتها دى, ضيف على كده إن أحيانا الخيال الأسود (محامى الشيطان) بيلّعب دور إبن لذينة فى إنه يصوّرلك إن الشخص ده منتقمش عشان يعمل كذا وكذا وكذا بعدين.
الموضوع من أوله لأخرة تحقيق لنظرية الحاجة والإشباع لأجل التوازن مش اكتر, أه صحيح .. مش لازم يحصل كده فى كل الحالات, إنت ممكن تكون من النوع اللى صحى متأخر وهدومة ومش مكوية وملقاش فطار فمنزلش الشغل اساسا ! 

تعليقات

المشاركات الشائعة