متى يخرج العسكر من دائرة السلطة - تحليل


متهيألى كسياسى أو طالب علوم سياسية أو حتى شخص متابع للسياسة بس, هيبقى يوم ليه طابع خاص لو صحى على خبر زى ” إنقلاب عسكرى فى ليبيا” .. مش فكّرة رخامة على الخلق وخلاص, بس وقع الخبر عنده هيكون زى سقوط نيزك كويكبى مدمر على بلد ما وتدميرها .. بتاع الفلك ساعتها بنفس المنطق هيبقى متحمس جدا خالص .
أنا النهاردة صحيت على صوتها .. إحم .. على خبر الإنقلاب العسكرى بتاع الجيش الليبى , بيان وطويل جدا , الخبر مش منتشر بالشكل المتوقع (يمكن عشان حصل الصبح بدرى والإعلام بتاعنا كان نايم لسه), مش عارف أيه دلالة إختيار يوم عيد الحب بالنسبة لقادة الجيش الليبى عشان ينفذوا فيه الإنقلاب ده (جو نورعنينا وكده ) .
يمكن الخبر يكون عادى لناس كتير, يمكن يكون أرتبط لناس تانية بالجدل الثائر حول (ثورة دى ولا إنقلاب), وفى فئة تالتة قعدت تفحص وتمحص فى الموضوع (أنا بنتمى للفئة التالتة ديهين )
الوضع الليبى فى الشهور الأخيرة بإختصار بيتلخص فى الكام جملة دول ( صراع عرقى_أيدولوجى, تفكيك جهاز الشرطة, أسلحة فى كل مكان, فى أى وقت, مع كل الناس, عمليات تفجيرية تضمنت السفارة والسفير الأمريكى؟ حدود قوتها فكرتنى بقوة دفاع مصر فى ماتش غانا بتاع ال 6/1, إغتيال أكثر من وزير من الحكومة الإنتقاليه, وأخيرا إختطاف ديبلوماسى مصرى )
تاريخيا, وبالورقة والقلم .. ده أنسب وقت لتدخل العسكر فى السلطة, مش فكرة إنها المؤسسة الوحيدة غالبا اللى باقية نوعا ما فى الدولة الليبية –ده إذا إعتبرنا إن فى دولة ليبية من أساسة- بس كمان من منطق القوة هى اكتر قوة مسلحة منظمة حاليا.
بالورقة والقلم بردوا, إختيار الوقت كان مناسب من قادة الجيش الليبى, يمكن من الأسباب اللى دفعت العسكر هناك للإنقلاب هو الحفاظ على الكيان والهيكل المتبقى للجيش الليبى.
بكتب فى الخبر ده وأنا عارف إنى ممكن أخضع للتصنيف إنى مؤيد او معارض لأى طرف فى الوضع المصرى , وكنوع من إبعد عن الهيافة وغنيلها , حابب إنى أكرر للمرة العشرومية ( الشأن المصرى والتونسى يختلفنان إختلافاُ شديدا عن الشأن الليبى من حيث نوعيه وتصنيف الصراع )
حابب تعرف الإختلاف عندنا إحنا وتونس إسمه ايه ؟ حاجة ملهاش علاقة باللى بنتكلم فيه بس هو إختلاف أيدولوجى بس, مفيش صراعات قبلية او نزاعات مسلحة .
السؤال المهم بقى : مش أمتى العسكر يتدخلوا فى السياسة لإن دى حفظناها , السؤال هنا هو ” امتى العسكر يبعدوا عن دايرة السياسة ؟ “
تاريخياً .. تانى, ولأنى بحب التاريخ لإنه سخيف وممل وبيعيد نفسه كل شوية, خروج العسكر من السلطة بيبقى حدث تابع لأحداث سابقة ليه .. زى :
ضغط شعبى ( حصلت عندنا فى فترة المجلس العسكرى بتولى المشير طنطاوى , حصلت فى بوليفيا مرتين, الأولى سنة 1982 بإضراب شعبى عام أدى لإنتخاب رئيس مدنى وهو ” سيلس زوازو” , والمرة التانية ثورة شعبيه سنة 2005 وأدت لعزل الديكتاتور العسكرى المُنتخب “الجنرال هوجو بنزير” وإنتخاب قائد الثورة الفلاح “أيفو مورالز” )
ضغط دولى ( حاله بيونشيه – باتريشيو أيلوين .. الأكوادور 1989)
هزيمة عسكرية فى الداخل او الخارج (حالة الأرجنتين 1983)
وأخيرا .. نظرية إنك تأيد أو ترفض تدخُّل المؤسسة العسكرية فى دايرة السياسة أو عدم تدخلها بيخضع فى الأول والأخر لكذا عامل , منهم الوقت, الظروف المُهيأه, والوضع الأمنى والسياسى.

تعليقات

المشاركات الشائعة